فارماجو - من الطبيعي أن يمد الغذاء الجسد بالطاقة والعناصر المختلفة التى تساعده على أداء مهامه الحيوية على أكمل وجه. ومن الطبيعي أيضا أن يساعد الدواء الجسد على التخلص مما يفسد عليه سلامته وصحته كغزو الميكروبات له أو مهاجمة السموم لأعضائه.
وعليه فإن الطعام والدواء جنديان على جبهة واحدة فما يحدث لو أن أحدهما شهر سلاحه فى وجه الآخر وتحول إلى الإخوة الأعداء؟
هناك أحوال كثيرة يتعارض فيها عمل الغذاء مع الدواء والعكس صحيح، أيضا لذا يجب مراعاة قواعد التعاون بينهما حتى يؤدى كل منهما دوره فى أفضل ظروف ممكنة.
الأمثلة على تعارض الغذاء والدواء كثيرة منها:
-
هناك بعض من الغذاء أو الدواء قادر على تغيير نسبة الحموضة فى الجهاز الهضمي مما يقلل من قدرته على امتصاص العناصر الغذائية المختلفة: امتصاص الحديد من المعدة يتم فى نسبة حموضة عالية لذا فإن تناولك لكل أدوية علاج الحموضة تقلل من نسبة امتصاص الحديد بنسبة كبيرة.
-
امتصاص العناصر المختلفة فى الجهاز الهضمي يحتاج بعضا من الوقت حتى تتاح للمعدة والأمعاء فرصة امتصاص على مهل. استعمال أدوية الإمساك (الملينات) تعمل على زيادة حركة الأمعاء وسرعتها مما يقلل من فرص الامتصاص الكامل لمختلف العناصر.
-
قد يتحد الدواء والغذاء معا برابطة لا يمكن لآليات الجسد كسرها وبالتالي يخسر الإنسان الغذاء والدواء معا. من أكثر الأمثلة شيوعا علاقة الكالسيوم فى اللبن ومنتجاته بالمضاد الحيوي التتراسيكلين إذ يتحد به حتى يتم إخراجه من الجسم دون الاستفادة من أى منهما على حدة.
-
إذا تشابه الغذاء والدواء فى تركيبتهما الكيميائية خدع أحدهما الجسم فاستبدله بنظيره. من أفضل الأمثلة على ذلك حينما يضطر الإنسان لاستخدام عقار الوارفرين المانع لتجلط الدم خاصة بعد عمليات استبدال صمامات القلب والرئة يماثل فى تركيبته فيتامين ك العامل المساعد على تجلط الدم.
إذا ما تناول الإنسان غذاء غنيا بفيتامين ك ككل الخضراوات الورقية الخضراء مثل السبانخ والبروكلى والكرنب فإنه يبطل مفعول الوارفرين وينجم عنه نزيف قد يودى بحياة الإنسان أو يتسبب له فى أذى نتيجة تجلط الدم بدلا من الحفاظ على سيولته.
-
هناك أيضا بعض من الأطعمة أو المشروبات التي تحتوى على مواد كيميائية لها تأثير على الأدوية تضعف من قدراتها أو تضاعف من مضاعفاتها الكافيين فى الشاي والقهوة والكولا يضعف من قدرة مركبات الهيستامين التى تستخدم فى علاج الحساسية، أيضا بعض مضادات الاكتئاب لكنها تزيد من حدة الانفعالات العصبية والأرق.
-
كل الأدوية التي تستعمل للتخلص من أعراض نزلات البرد المؤلمة والتي يدخل فى تركيبها الكافيين أو الأدوية التي تقلل من أعراض احتقان الأنف والجهاز التنفسي تتسبب فى ارتفاع الضغط إلى حدود عالية، لذا يجب تجنبها تماما لمرضى ارتفاع ضغط الدم.
-
استعمال مدرات البول أمر هام وحيوي لمرضى هبوط القلب وحالات أمراض الكلى المختلفة لذا فالجسم يفقد مع الماء عنصر البوتاسيوم، لذا فإضافته إلى غذائك أمر هام: البطاطه والموز والسبانخ والطماطم والذرة عناصر غذائية غنية بعنصر البوتاسيوم فاحرص عليها.
تناولك قدرا أقل من المعتاد من الملح (الصوديوم) يزيد من نسبة تخلصك من الماء الزائد عند الحد اللازم ويحافظ على نسبة البوتاسيوم؛ إذ إن الصوديوم والبوتاسيوم عنصران متلازمان يجمعهما توازن حيوي.
-
أقراص منع الحمل: تعاطيها باستمرار يمنع امتصاص فيتامين ب المركب ومن أهمها الفوليات أو حامض الفوليك.
-
تعاطي الإسبرين باستمرار وانتظام للوقاية من أمراض الشرايين التاجية كذلك مسكنات الألم التى لا يدخل فى تركيبها مركبات الاستيرويد مثل الأوفيل والابيويروفين يمكنها أن تتسبب فى حدوث نزيف بسيط متكرر فى الأمعاء قد يتحول إلى حالة أنيميا مزمنة يصعب تشخيصها إلا بالاعتماد على التاريخ المرضى الشخصي للمريض.
-
الجريب فروت على فوائده الجمة يعد من أخطر الأغذية إذا ما تم تناوله مع عدد كبير من أدوية القلب وارتفاع ضغط الدم والأدوية التي تساعد على تخفيض معدلات الكولسترول العالية بل وأدوية أزمات الربو وأدوية علاج الأورام.
إذ إنه يتدخل فى عملية تكسير الدواء فى الكبد والتى تأخذ مسارا طبيعيا بعد أداء عملها فى حدود وقت فاعليتها فلا تتكسر إنما تعود للدم فيحدث أثرا مضاعفا للدواء عند تناول الجرعة الثانية.
اقرأ دائما المعلومات التي تتضمنها النشرة الخاصة بالدواء قبل أن تبدأ فى استعماله وإن لم تجدها وافية أو تجيب على كل تساؤلاتك اسأل طبيبك او الصيدلاني