فارماجو – د. مالك السعدي
حددت نقابة الصيادلة الأردنية دوام الصيادليات ليوم الجمعه اعتبارا من الساعة العاشرة صباحا وحتى الساعة الخامسة مساء.
ويأتي تحديد أوقات الدوام لصيدليات المملكة الذي تصدره نقابة الصيادلة يوميا للحفاظ على الصيادلة وكينونتهم, بالإضافة الى انه إجراء تنظيمي يتماشى وتعليمات الجهات الحكومية التي تفرض الحظر الصحي المنزلي على المواطنين, والتي كان من نتائجها اغلاق جميع الصيدليات اعتبارا من صباح يوم السبت الماضي حتى نهاية يوم الاثنين حتى باشر الصيادلة عملهم اعتبارا من صباح يوم الثلاثاء كالمعتاد.
وشهد معظم صيادلة المملكة خلال هذه الأيام العصيبة بسبب فيروس كورونا أهمية النقابة وأهمية الدور المتميز الذي قامت به من اجل مصلحة الصيادلة أصحاب الصيدليات, وكيف أوفت النقابة بوعدها الذي قطعته على نفسها عندما قال نقيب الصيادلة الدكتور زيد الكيلاني في إحدى تصريحاته " إما ان تفتح جميع صيدليات المملكة او تغلق جميعها" وهذا ما تحقق فعليا على ارض الواقع حيث فتحت جميع الصيدليات, وتبدد الخوف الذي كان يساور أصحاب الصيدليات من ان يتم فتح الصيدليات لبعض الصيادلة وإعطائهم الأولوية دون سواهم.
ولا يخفى على احد الحراك الكبير الذي تولته النقابة بمهنية عالية خصوصا من قبل نقيب الصيادلة اللاعب الأول والرئيسي في الحصول على مطالب الصيادلة, كذلك الدكتور صلاح قنديل أمين السر الذي كان يتولى المراسلات والمتابعات والحصول على الموافقات بالإضافة الى باقي أعضاء مجلس النقابة, ولا يستطيع احد إنكار دور الكادر الإداري من موظفي النقابة الذي كان يعمل بجد واجتهاد ويواصل الليل بالنهار من اجل متابعة الكشوفات والمراسلات, وإرسال الكتب الى الجهات الرسمية والمعنية .
ومن خلال متابعات ومشاهدات فارماجو لردود فعل الصيادلة على الإجراءات التي قامت بها النقابة فإنها لمست مدى الرضا الكبير عن أداء المجلس, وان ما قامت به النقابة حتى الان يثلج الصدور, وربما يمحي عنها كل الزلات التي كان البعض ينتقدها فيها.
ويرى المراقبون أيضا مدى الحميمية التي أصبحت بين الصيادلة بعضهم مع بعض ان كان في المحافظة الواحد او في جميع المحافظات ان كان مع انفسهم او مع مجلسهم النقابي وكيف أنهم التفوا جميعا حول النقابة , بل ان من كان يرى انه لا يوجد أهمية او داع لوجود النقابة وكان يطالب بان يكون الالتزام في النقابة اختياري وليس إجباري قد تغيرت نظرته للنقابة, بل وأصبح يفتخر بأنه صيدلاني وانه ينتسب لهذه النقابة التي تستحق ان يفتخر بها من قبل كل صيدلاني.
وقد تميزت نقابة الصيادلة في هذه المحنة عن كل المهن وعن كل النقابات الأخرى ان كانت الطبية منها او النقابات الأخرى , ولم يأت ذلك من فراغ بل أتى من الحس القومي الكبير الذي يحمله كل صيدلاني تجاه بلده الأردن , ولقد رأينا كيف ان عددا كبيرا من الصيادلة قد ابدوا تبرعهم في الخدمة التطوعية لخدمة المرضى من خلال توصيل الأدوية الى بيوتهم او رهنوا انفسهم للدولة بحيث يقوموا باي عمل توكله الدولة لهم..
ولم يكن هذا الانطباع فقط بين الصيادلة أنفسهم بل كان واضحا لدى الجهات الرسمية الحكومية التي لم تتوانى عن تقديم الشكر والتقدير والعرفان عندما التقى بهم نقيب الصيادلة للدور المتميز الذي قاموا به الصيادلة في هذه المحنة وما سبقها.
ولا يستطيع احد إنكار الدور الكبير لذي كان يبذله مجلس النقابة الذي كان يستمر في عقد جلسات حتى ساعات الفجر الأولى , وقد كان ملفتا للانتباه كثرة التوجيهات والنصائح للصيادلة من قبل مجلس النقابة على صفحة موقع النقابة على الفيسبوك التي أصبحت محج الصيادلة اليها لمعرفة كل جديد عن التطورات والمستجدات الأخيرة.
ولم يالوا مجلس النقابة جهدا في حل المشاكل التي تحدث مع الصيادلة مثل عدم خروج التصاريح لبعضهم الى تسهيل خروج الموافقات والتصاريح والعمل على حل مشكلة عدم اعتراف بعض دوريات الجهات الأمنية بالتصاريح الالكترونية الصيادلة للصيدليات والطلب منها ان تكون ورقية, وأنهم يعملون على حل كل مشكلة ترد إليهم في وقتها وحينه.
وترى فارماجو ومن خلال متابعاتها ان الصيادلة نسوا موضوع الانتخابات في هذه الفترة من الزمن, وانه لا يوجد حديث عن انتخابات في مواقع التواصل الاجتماعي بعدما كان الهم والشغل الشاغل لهم الانتخابات ومن سيترشح لها, الا ان حبهم للوطن ومصلحة الوطن والمواطن والعمل الحثيث على الخروج من هذه المحنة بأقل الخسائر جعلهم يعلون بأنفسهم والترفع عن الصغائر, لأنهم شعروا بمدى الكبرياء والحب لوطنهم وبلدهم الذي يدعون له بان يحفظه الله من كل مكروه, وان يسلم البلد من كل مكروه.
ولا يسعنا الا ان نقول في فارماجو حمى الله الأردن , وحمى صيادلة الأردن من كل شر ومكروه.