فارماجو – د. مالك السعدي
لأول مرة في تاريخ العمل النقابي الصيدلاني يقوم الغريمان التقليديان في انتخابات الصيادلة (التيار الإسلامي والتجمع النقابي) بالتحالف مع بعضهما البعض في سابقة علق عليها العديد من المراقبين من أبناء التيار الاسلامي والخبراء في العمل النقابي بالغريبة والمعيبة بحق التيار الإسلامي الذي له الصولات والجولات في تاريخ العمل النقابي والذي مضى على تأسيسه ما يقارب ال 50 عاما وكان لع حضوره القوي والبارز.
وما زال الكثير من أبناء التيار الإسلامي الصيدلاني مصدومين من هذا التحالف،خصوصا بعد الانتقادات اللاذعة التي كانت تصدر عنهم ضد مجلس النقابة الحالي بسبب اخفاقاته وتجاوزاته اللامحدودة.
وعلق البعض ان تحالف الإسلاميين الصيدلاني مع العمل النقابي الصيدلاني ان دل على شيء فإنما يدل على تقاسم المنافع والمصالح وليس الهدف منه مصلحة المهنة , بل علق بعض الإسلاميين قائلين اننا تربينا على ان العمل النقابي هو وسيلة وليس غاية كما هو في التحالف الجديد.
وبناء عليه فقد اتضحت معالم الانتخابات القادمة،وأصبح من المؤكد ان تكون المنافسة محصورة بين قائمتين أحدهايترأسها الدكتور زيد الكيلاني لمنصب النقيب " قائمة مهنتي" والأخرى يترأسها الدكتور عاطف حسونة لمركز النقيب " نقابتي اقوى".
الا ان أي من القائمتين لم تعلن حتى الان بشكل نهائي أسماء أعضاء كتلتيهما لعضوية المجلس، والتي من المتوقع ان تتم خلال الأيام القادمة وعلى ابعد حد بداية الأسبوع القادم.
ومن خلال النظر الى القائمتين اللتان ستترشحان، فانه من المتوقع ان تكون القائمة التي يقودها الكيلاني للوهلة الأولى اقوى في تحالفها من القائمة الثانية التي يقودها حسونة، نظرا للتحالفات التي قامت بها كل قائمة، الا ان هناك مجموعة من الحسابات التي يجب ان تأخذ يعين الاعتبار، والتي من الممكن ان تقلب كافة الموازين والتوقعات ان تم اخذها بعين الاعتبار.
وتبقى المسؤولية الكبيرة في اختيار أعضاء النقيب وأعضاء مجلس النقابة تقع على كاهل الهيئة العامة للصيادلة التي تنشط في الوقت الحاضر على منصات التواصل الاجتماعي، الا ان المراقبين يأملون من الهية العامة ان تحول نشاطها من منصات التواصل الاجتماعي الى ارض الواقع، وذلك من اجل اختيار المجلس الأفضل والامثل الذي من المتأمل ان يعمل على الرفع من شان مهنة الصيدلة وتعويض الإخفاقات التي تمت خلال هذه الدورة كما يقول بعض الصيادلة الناشطون على منصات التواصل الاجتماعي.
ويعتقد المراقبون بان الانتخابات الحالية ستكون حاسة وقوية, وستنقسم الهيئة العامة الى قسمين بدلا من ثلاثة اقسام لشعورهم بمسؤولية المرحلة القادمة والارهاصات التي ستقع عليهم من تحديات جسام تحتاج الى نقيب ومجلس نقابة قوي حتى يتم التغلب على كل ما من شانه ان يواجها من تحديات.
ويعتقد البعض ان التحالفات الجديدة لن يكون فيها التزام كامل في التصويت كما كان في الانتخابات الماضية وذلك لعدة أسباب منها عدم رضا العديد من التيارات عن التحالفات التي تمت حتى الان, وان بعضهم يطالب بان يكون له تمثيل اكبر في قوائم الترشيح.
اما البعض الاخر فيرى ان المصالح هي من طغت على هذه الدورة من خلال المحاصصات، وبناء عليه لن يشارك في هذه التمثيلية كما يسمونها وسيعملون على الانعزال وعدم الانتخاب.
الا ان هناك طرف اخر مقتنع بان المجلس الحالي لم يقدم المأمول منه ولم تكن هناك إنجازات حقيقية له, وبالتالي فان إعطاء الفرصة لمرشحين اخرين هو الأفضل, من منطلق ان التغيير سيخدم المهنة اكثر والدليل على ذلك وحسب وجهة نظرهم الإخفاقات الكبيرة التي تمت مع المجلس الحالي تجاه المصائب الكبيرة التي وقعت على مهنة الصيدلة خصوصا فيما يتعلق بالصيدليات الفردية وغيرها.
بقي ان نقول بقي عدة أيام على اخرة مدة لتسديد الالتزامات المالية لمن يرغب بالترشح للانتخابات او الانتخاب حيث ان المدة النهائية لتسديد الالتزامات المالية عن السنة الماضية وما قبلها وكما هو متعارف عليه نهاية هذا الشهر اذار، وان الانتخابات ستجري في شهر حزيران من هذا العام 2020.
والسؤال الذي يطرح نفسه هل سيبقى السيناريو الحالي من تحالفات كما هو عليه الان, ام ان هناك مستجدات ستظهر على الساحة في الوقت الحاسم ؟؟