انتخابات الصيادلة القادمة الى أين ؟؟

 

 

 فارماجو – د. مالك السعدي

لا يختلف اثنان على ان انتخابات الصيادلة للدورة 2020 – 2023 تختلف عن جميع الانتخابات التي تمت سابقا, كما انه لا يختلف اثنان انه عند الحديث عن الانتخابات فان البوصلة تتجه مباشرة الى اكبر قوتين على الساحة الصيدلانية وهما التيار الإسلامي الصيدلاني والتجمع النقابي الصيدلاني.

هذه المقدمة تقودنا الى انه لن يتم أي تحالف او ائتلاف دون التوافق والانسجام بين هاتين القوتين الكبيرتين على إجراء تحالفات ترضي كل طرف منهم, فكيف إذا ما كان هناك من يسعى الى توحيد هاتين القوتين في اكبر ائتلاف صيدلاني لم تشهده نقابة الصيادلة منذ تأسيسها.

مع احترامنا لكل القوى الموجودة على الساحة الصيدلانية من تجمعات او تيارات فإنها جميعا لا تستطيع النزول لوحدها لخوض الانتخابات بمفردها, إنما عليها الائتلاف او التحالف مع احد القوى الكبرى ا وان تجمع نفسها وتخوض الانتخابات متحدة مع بعضها البعض.

ان المتتبع لإحداث والسيناريوهات الأخيرة في انتخابات الصيادلة يشاهد الجهد الكبير الذي يبذل من اجل عمل تحالف بين كل من التيار الإسلامي والتجمع النقابي الا ان هذه المحاولات لم تنجح حتى الآن على مستوى مركز النقيب إنما قد تنجح على مستوى الأعضاء, حيث لا يوجد اختلاف بينهما على كيفية والية اختيار الأعضاء, أما مركز النقيب فهو لب المشكلة.

التيار الإسلامي ابلغ التجمع النقابي في لقاءاته الأخيرة انه يمكن عمل ائتلاف على ان يكون مرشح التجمع النقابي ليس الدكتور زيد الكيلاني ( نقيب الصيادلة الحالي ) الا ان التجمع النقابي الذي يرأسه النقيب الأسبق الدكتور محمد عبابنه يقول بان مرشح التجمع هو الدكتور الكيلاني.

إلا ان هناك من يرى بأنه اذا كان مرشح التجمع النقابي الدكتور محمد عبابنه فانه من المحتمل ان يكون هناك تحالف بين هاتين القوتين الكبيرتين

لكن في الجهة المقابلة فان التحالف الحالي لتجمع مهنتي والذي قاد الدكتور الكيلاني الى مركز نقيب الصيادلة غير راض عن أداء المجلس الحالي وانه من المحتمل ان يتم فرط هذا التحالف بأية لحطة خصوصا اذا ما كان هناك تحالف بين التجمع والتيار الإسلامي .

ومن هنا نرى ان جميع التيارات والتجمعات تنتظر نتائج التواصل مابين هاتين القوتين.

التيار الإسلامي الصيدلاني لديه مجموعة من التصورات منها ان ينزل بقائمة متكاملة على رأسها نقيب من التيار واقرب المرشحين لتولي هذا المنصب هما الدكتور فضل نيروخ والدكتور احمد عيسى, بينما التجمع النقابي لديه أيضا مرشحين هما النقيب الحالي الدكتور زيد الكيلاني والنقيب الأسبق رئيس التجمع الدكتور محمد عبابنه.

التجمع النقابي وحسب الرسائل التي أرسلت لهم تقول بان الدكتور زيد الكيلاني في حال نزل مرشح قوي مقابله فانه من المحتمل ان يخسر التجمع مركز  النقيب, وهذا ما يرفضه العديد من أعضاء التجمع, الا ان العديد من أعضاء التجمع مع عمل ائتلاف مع الإسلاميين اذا كان ذلك يضمن ان يكون المرشح من التجمع بغض النظر كان الدكتور الكيلاني او الدكتور العبابنه.

وكما يقول البعض " ما خفي أعظم " فان هناك من يقوم بعمل كولسات لتقوية دفة وفرصة الدكتور العبابنه على دفة الدكتور الكيلاني من اجل المصلحة العامة كما يقولون, ولعل المعلومات التي حصلت عليها فارماجو تقول بأنه تم إقناع بعض رموز التجمع بالتخلي عن دعمهم للدكتور الكيلاني, وان الأمر سيتضح خلال الفترة القريبة القادمة.

ولعل طموح الترشح لمركز النقيب قد زادت في الفترة الأخيرة فقد أعلن تجمع النهضة عن ترشيح رئيس التجمع الدكتور خالد فطافطه لمركز النقيب, فيما أعلن الدكتور محمد ابوعصب نائب النقيب في المجلس الحالي عن احتمال ترشحه لمركز النقيب ممثلا لتيار التغيير والإصلاح, كما يطالب بعض الصيادلة بان يكون المرشح لمركز النقيب صيدلاني مستقل غير محسوب  على أي تجمع او تيار او حزب, وفيما لو إصر هؤلاء الصيادلة على طرحهم فان الأنظار تتجه للدكتور معين الشريف للنزول للترشح لمركز النقيب بصفته المستقلة, الا انه وحتى كتابة هذا المقال فانه لم يتم الإعلان عن ترشح أي زميلة لمنصب النقيب.

وتتوقع فارماجو ان يحدث خلافا حادا بين أعضاء التجمع النقابي الصيدلاني في اختيار مرشحه لمركز النقيب الأمر الذي قد يؤدي لا سمح الله الى الانقسام والنزول بمرشحين اثنين هما الدكتور زيد الكيلاني والدكتور محمد عبابنه ( كما حدث في وقت سابق مع الإسلاميين ) ولكل واحد منها تحالفه الخاص من التجمعات والتيارات الموجودة على الساحة الصيدلانية .

كما نستطيع القول ان التجاذبات التي نشاهدها على منصات التواصل الاجتماعي ما هي الا لمحاولة إقناع النفس بالشيء الذي لا يرغب احد ان يحدث, لان هناك من يعمل من تحت الرماد وهناك من يعمل بالخفاء وهناك من يقرر بالنيابة عن الجميع, ويريد ان يفرض راية من خلال القوة والعصا السحرية التي يمتلكها والتي كان لها الأثر الكبير في نتائج الانتخابات الماضية رغم قلت عددهم.

لكن لو عدنا واعدنا السؤال انتخابات الصيادلة الى أين ؟؟

 فإننا نستطيع القول الى ان المستقبل مظلم, لان فيه صراع قوي بين أصحاب المصالح الذين يرغبون بالمحافظة على المكتسبات التي لديهم, والتي لن يسمحوا لأحد بالاقتراب منها , ومن هنا فإنهم يحاولون عقد الصفقات لضمان عدم الاقتراب منها

أما الجهة الأخرى وهم الأكثرية, الا أنهم ليسوا أصحاب قرار,  بمعنى أنهم يتكلمون كثيرا ويحللوا كثيرا, لكن عند مرحلة الجد فإننا نراهم قد تراجعوا الى جذورهم وانتماءاتهم ان كانت الايدولوجية او المصلحجية او الاجتماعية او ... الخ, لذلك فإننا نرى ان هذه المجموعة من الصيادلة هي من على المعنيين الخوف منهم .

الانتخابات القادمة رغم تكسير العظم الذي سيكون بعد قليل, الا ان النتيجة واحده وهي وصول من يريده "مافيا الصيدلة" كما يقولون, الا ان لنا في التجربة التونسية المثل الواضح, إلا ان هذه التجربة الواضحة بحاجة الى قيادي شاب ناجح , فهل يستطيع الشباب إيجاد هذا الشاب المخلص والمنقذ , رغم ان البعض يرى بضرورة عودة الصيادلة المخضرمين وأصحاب الخبرة لاستلام دفة النقابة لأنهم وكما يقولون بان هذا المجلس الشاب لم يستطع إخراج المهنة مما هي فيه, بل زادت الهوة والفجوة أثناء استلامه المسؤولية في النقابة رغم المجهود الكبير الذي بذلوه.

ملخص القول ان الانتخابات القادمة ستكون بين أصحاب البزنيس ( المافيا الصيدلانية ) وبين من يريد لهذه المهنة ان تصحوا من الغفوة التي فيها, والنهوض بها نحو النجاة .

فمن الذي سيركب كل قارب من هؤلاء القوارب ؟؟

 

 

مواضيع ذات صلة

اترك تعليق (سيتم مراجعة التعليق خلال 48 ساعة)

التعليقات