فارماجو – د. مالك السعدي
سعيا منها لتسليط الضوء على مهنة الصيدلة ومشاكلها وما تحتاجها من حلول خصوصا في ظل الوضع السيئ الذي تم فيه, فقد ارتأت فارماجو ان تسلط الضوء على اهم المشاكل التي يعاني منهالا الزملاء وما هي الحلول وما هي النظرة المستقبلية للمهنة وكيف نستطيع العمل على تحسينها وتطويرها
ومن اجل تحقيق ذلك فقد ارتأت فارماجو الالتقاء ببعض الشخصيات الصيدلانية المؤثرة على الساحة الصيدلانية والتي لديها وجودها وحضورها وأفكارها التي من الممكن ان تعمل على الرفع من سوية المهنة
ولاستكمال ما بدئناه خلال الأسابيع الماضية فان لقاءنا في هذا الأسبوع مع شخصية صيدلانية مثيرة للجدل لدى بعض الأوساط الصيدلانية النقابية منها على وجه التحديد, إلا انه ورغم ذلك فان له حضورا مميزا على الصعيد الحراك السياسي والنقابي, لقائنا هذا الأسبوع سيكون مع الدكتور معين الشريف خريج جامعة العلوم والتكنولوجيا.
وقد اتهم د. الشريف في بداية المقابلة نقيب وأعضاء مجلس النقابة لأنهم احد الأسباب التي أوصلت الصيادلة الى هذا المستوى المتدني, والذي لم يصل إليه الصيادلة منذ أكثر من عشرة سنين.
وعزى الشريف الوضع الذي فيه مهنة الصيدلة في الوقت الحاضر الى ضعف قيادة مجلس النقابة من نقيب وأعضاء , وان المجلس ضخم بعض الأمور وكبرها مثل موضوع شركات التامين التي كان حلها بسيطا لولا وجود المستثمرين وأصحاب المصالح مع شركات التامين الذي حال دون تحقيق كثير من الأمور لصالح الصيادلة أصحاب الصيدليات الفردية على وجه الخصوص .
وطالب د. الشريف الهيئة العامة بانتخاب نقيب وأعضاء مجلس نقابة قوي, وذوا كفاءة عالية كي يخرجوهم من الوضع المأساوي الذي هم فيه خصوصا عندما سألته فارماجو عن متى يمكن لمهنة الصيدلة ان تخرج من عنق الزجاجة. وقال د. الشريف ان المجلس الحالي يعتبر واحدا من اضعف المجالس التي مرت على النقابة خلال العشر سنوات الماضية وان هناك غياب واضح للقيادة كما ان هناك فردية في العمل وغياب مفهوم العمل الجماعي لدى نقيب وأعضاء مجلس النقابة وقد أصبح هذا الأمر واضحا للجميع في الفترة الاخيرة.
وأضاف بان هذا المجلس لم يختلف عن اللجنة التي إدارة النقابة في السنتين اللتان سبقتا انتخابه بمعنى ( إدارة يومية للعمل داخل العمل في النقابة ), وان المجلس لديه غياب المفهوم الاستراتيجي في العمل, وبناء عليه أصبحت كل المشاريع التي قام بها المجلس حتى الآن هي ذات بعد عملياتي يومي ليس أكثر.
وعند سؤاله عن التغيير الذي تريده الهيئة العامة من المجلس القادم حسب وجهة نظره قال د. الشريف ان غالبية النشطاء النقابيين والمقربين منهم غير راضين عن الآلية التي يتم فيها فرز المرشحين نقيبا وأعضاءا وبالتحديد مجموعات صغيرة ممن يسمون ( لعيبة الانتخابات) كتجمع وتقرر المرشحين لمركز النقيب وغالبية الأعضاء , ويبقى دور اللاعبين الصغار في فرز عدد محدود من المرشحين لعضوية المجالس من باب الديكور والبرواز للكتل .
وقال أيضا اليوم الهيئة العامة تمارس ايجابيتها في النقد البناء من خلال وضع مواصفات لمرشح النقيب وتغيير آلية فرزه, و اليوم أيضا نرى ان الغالبية العظمى من الصيادلة تتحدث عن إيجاد نقيب قوي, وطرح هذا المفهوم من قبل النشطاء النقابيين يدل على ان نقابتنا كانت خلال السنتين الماضيتين يسودها ضعف القيادة .
وأكمل د. الشريف حديثه لفارماجو قائلا أضف الى ذلك ان ذات النشطاء بدئوا يطرحون مفهوم النقيب المتفرغ في المستقبل, وهنا يقصدون الابتعاد عن المرشحين أصحاب رؤوس الأموال من مالكي سلاسل الصيدليات ومستودعات الأدوية الكبرى .
وهذا يدل على أن الهيئة العامة عانت كثيرا من وجود أصحاب رؤوس الأموال على سدت القيادة في النقابة, بل وبدأت تعلن بان هؤلاء يستغلون وجودهم على رأس النقابة لتمرير مصالحهم الشخصية وتنمية استثماراتهم المالية .
وأضاف بان هناك مجموعة من الأطراف وأجزاء من القطاعات الصيدلانية تعاني من ضعف الأداء النقابي وعلى رأسها قطاع الصيدليات , فهذا القطاع هو واجهة المهنة وأساس ديمومتها .
وقال انه لو عدنا الى البرامج الانتخابية لمرشحي الائتلافات الممثلة بالمجلس لوجدنا غالبيتها تدغدغ عواطف هذه الفئة . ولكن لو عدنا الى أداء المجلس خلال السنتين الماضيتين لوجدنا بان كل ما تم كابته في برامجهم الانتخابية كان حبرا على ورق . فلم يكن هناك منجز واحد حقيقي لخدمة هذا القطاع
أما القطاع الآخر فهو قطاع الموظفين بكل تشكيلاته , ومما لا شك فيه ان الضغط الاقتصادي الذي اثر على البلد بشكل عام كان له تأثيرات قاسية على قطاع مهنة الصيدلة والدواء لان المعادلة المالية المعروفة في الأعمال هو ان أي انخفاض بالعوائد للمؤسسات والشركات أول ما ينعكس على موظفي هذه المؤسسة او الشركة, لذلك وجدنا بان عدد كبير من الشركات والمؤسسات الصيدلانية قامت بتقليل عدد كوادرها, ومع وجود عدد كبير من الخريجين الجدد فان هذا سيساهم في بزيادة عدد الصيادلة العاطلين عن العمل وبالتالي زيادة البطالة في هذا القطاع او انخفاض في رواتب الموظفين بسبب زيادة العرض والطلب .
وعن نشاطات النقابة الداخلية والخارجية قال د. الشريف بان هذه النشاطات يجب ان تخضع الى معايير وإجراءات وأنظمة خصوصا من ناحية المظلة المالية , فلا يجوز الصرف من صناديق النقابة هكذا بدون قيد او شرط
أضاف أنه في هذا الجانب يتحدث عن الكم , إنما يتحدث عن البدء بوضع نظام مرجعي لعمليات الصرف المالية أيا كان المبلغ , وهنا ضرب مثلا جاء فيه قد يكون صرف 1000 دينار هو عمل مشروع ضمن هذا النظام, وقد يكون صرف دينار واحد إجراء غير مشروع اذا كان خارج هذا النظام, ومثال ذلك بعض المشاركات الزائدة عن الحاجة لمجلس النقابة في بعض المؤتمرات خارج الأردن على اختلاف الدول التي تم المشاركة فيها.
وقال أيضا ان المهنة تتعرض ومنذ أكثر من 10 سنوات الى ضغوط كبيرة من المؤسسات العامة والوزارات المرتبطة بمهنة الصيدلة , وهذا يعكس ما يحاول البعض ترويجه دفاعا عن المجلس الحالي, بان الهجمة على قطاعنا كانت كبيرة خلال السنتين الماضيتين فقط , وما هذا التبرير الا دلالة كبيرة عن ضعف القيادة والطريق في إدارة المستجدات .
وعن دخلاء المهنة خصوصا المستثمرين في القطاع الدوائي قال د, الشريف لفارماجو, يتحدث كثير من النشطاء والنقابيين عن دخلاء المهنة, وكذلك يصرح مجلس النقابة بشكل كبير بأنهم يعملون على مواجهة هذا السرطان الذي يتغلغل في القطاع, و لكن ما لا يعرفه المثيرون ان غالبية مرشحينا يقومون من خلال الانتخابات بالتواصل مع هؤلاء الدخلاء لكسب اسواط موظفيهم, لا بل ان بعض الدخلاء يساهمون أحيانا في تمويل الحملات الانتخابية لبعض الكتل والمرشحين .
وأضاف د. الشريف انه ومن هذا الباب جاء طرح بعض الزميلات والزملاء ليكون مرشح النقيب من خارج التيارات والتجمعات الصيدلانية الكبرى لتكون مرجعيته في المستقبل للهيئة العامة وليس الى التيار او التجمع الذي ينتمي اليه, وقال انه بوجود هذا المرشح المستقل سنستطيع إخراج نقابتنا من المحاصصة في ترشيحات اللجان المختلفة والمساعدة على تشكيل لجان نقابية مختلفة على أساس الكفاءة والأداء.
وعن رسالته الى الهيئة العامة قال د. الشريف, اطلب من جميع الزميلات والزملاء الصيادلة العمل على ترشيح أعضاء للمجلس القادم على الأقل من المستقلين ودعمهم, والتفكير خارج الصندوق في التصويت للمرشحين, وعدم الاعتماد على العلاقات الشخصية والخدمات الضيقة التي يقدمها أعضاء المجلس خلال تواجدهم على سدة النقابة واختيار الأكفاء أين كان توجهه.
وعن رؤيته المستقبلية لمهنة الصيدلة قال, انه في حال نجاحنا في اختيار نقيب من خارج ( العلبة) و أعضاء يتمتعون بالكفاءة وحسن الأداء أيا كانت تياراتهم وتجمعاتهم فان المجلس القادم سيكون له القدرة على حل وحلحلت الكثير من مشاكل المهنة والتي لا أراها معقدة كما يحاول هذا المجلس تصويرها للهيئة العامة .
وقال د. الشريف ان مشكلتنا الكبيرة في قطاع الصيدليات وعلى رأسها مشكلة التأمينات التي يظهرها المجلس على أنها عصية عن الحل ,ولكنها وحسب قول الشريف في الحقيقة ورقة بيد البعض لتنمية استثماراتهم من خلال علاقاتهم غير المعلنة مع هذه الشركات, وأضاف إذا كانت الصيدليات الفردية بخير فان كل القطاعات الصيدلانية ستكون بخير أيضا.
وعند سؤاله عن متى تخرج مهنة الصيدلة من عنق الزجاجة قال د. الشريف عندما نتخلص من المرشحين التقليديين, وقادة التأزم في قطاعنا الصيدلاني وهم قلة على العموم الا أنهم مؤثرين ويعملون بالخفاء .
وأضاف انه حان الوقت للخروج من عنق الزجاجة, وأضاف انه إذا أردنا نقيب ومجلس بحجم التحديات وبنهج جديد فعلى الهيئة العامة ان تخط منهجا جديدا في طريق اختيارها للنقيب القادم والأعضاء
وختم د. الشريف حديثه لفارماجو بالقول بغير ذلك لن يكون أمامنا الا ثلاثة سنوات جديدة من الشكاوي واللطم على مواقع التواصل الاجتماعي تحديدا وذلك لغياب أعضاء الهيئة العامة عن المشاركة الحقيقية خلال الاجتماعات العادية وغير العادية للهيئة العامة.
التخلص من المرشحين التقليديين وقادة التأزم وانتخاب مجلس بحجم التحديات و اختيار نقيب من خارج (العلبة) و أعضاء يتمتعون بالكفاءة واتهم بعض المرشحين بان حملاتهم تاتي من الدخلاء على المهنة
مرشح النقيب من خارج التيارات والتجمعات الصيدلانية الكبرى لتكون مرجعيته في المستقبل للهيئة العامة
ان غالبية مرشحينا يقومون من خلال الانتخابات بالتواصل مع هؤلاء الدخلاء لكسب اسواط موظفيهم, لا بل ان بعض الدخلاء يساهمون أحيانا في تمويل الحملات الانتخابية
الهيئة العامة عانت كثيرا من وجود أصحاب رؤوس الأموال على سدت القيادة في النقابة