فارماجو – د. مالك السعدي
تلتقي فارماجو في هذا الأسبوع مع شخصية ليست ككل الشخصيات, فهو نقيب صيادلة سابق لمدة دورتين, مخضرم, كما انه شغل منصب أمين السر أثناء عضويته في مجلس النقابة أكثر من دورة , ورئيس التجمع النقابي الصيدلاني لا يخشى احد وكلمته لا ترد شخصيته قوية بحيث انه لا يجامل احد, ليس برجوازيا إنما صاحب صيدلية فردية متواضع.
هذه الشخصية التي ينتظر العديد من الصيادلة الاستماع لها ومنها خصوصا مع دخول الصيادلة أجواء الانتخابات وكثرة الحديث واللغط عن موقفه من الانتخابات وأين هو من الترشح لمركز النقيب او دعم النقيب الحالي الدكتور زيد الكيلاني الذي هو من نفس تجمع الدكتور العبابنه.
وعزى الدكتور العبابنه المشكلة برمتها الى الحكومة, لان المشكلة الأساسية التي نعاني منها على اختلاف قطاعات مهنة الصيدلة هي العامل السياسي, وهو صاحب المصائب التي يعاني منها الجميع بغض النظر كانت مهنة الصيدلة او غيرها
وهنا أوضح الدكتور العبابنه على ان الوضع في مهنة الصيدلة ناتج عن سياسات واستراتيجيات الحكومات المتعاقبة الخاطئة في تنظيم هذا القطاع والمحافظة عليه.
وقال على سبيل المثال الأعداد الكبيرة من الصيادلة الخريجين كانت دون تخطيط مسبق لحاجة القطاع ومستقبل الصيادلة, وأشار الى ان 22 كلية صيدلة تقوم بتخريج آلاف الصيادلة مع عدم وجود فرص عمل لهم لماذا ؟.
ومن أهم الحلول التي يراها د. العبابنه مهمة في حل مشاكل الصيادلة اختيار أعضاء مجلس نقابة ذوي مسؤولية يتحلوا بالإيمان التام في قدسية العمل لهذه المهنة وعدالة مطالب أبناء المهنة في مختلف القطاعات, بالإضافة الى ان يكون اختيار المجلس مبنيا على الكفاءة العالية والتفرغ قدر المستطاع بالإضافة الى الإيمان الراسخ بطرح قضايانا ومشاكلنا أمام صاحب القرار بكل جرأة وجسارة .
عندها ستجد الهيئة العامة بكل أطيافها تقف خلف المجلس في تحقيق إنجازات للزملاء
وقال ان مشاكل الصيادلة للأسف الشديد ترحل من قبل صاحب القرار دون إيجاد حلول عملية لها, كذلك الأمر في فتح الصيدليات التي تتم دون تنظيم ودون حاجة المجتمع لها ضمن النسب العالمية.
وأكد د. العبابنه على ضرورة توليد القناعة لدى صاحب القرار بأهمية دور الصيدلاني وان الصيدلاني لا يقتصر دوره على صرف الدواء إنما بالإضافة الى ذلك تقديم المشورة الصيدلانية, وخط الدفاع الأخير في المنظومة الصحية في المحافظة على صحة المواطن مما يساعد ويساهم في تقليل قيمة الفاتورة العلاجية.
و كان بداية حديثنا مع الدكتور محمد عبابنه حول الوضع السيئ الذي يمر به الصيادلة خصوصا أصحاب الصيدليات الفردية التي بلغ عددها حاليا ما يزيد عن 3000 صيدلية و حتى الموظفين الذين أصبحت رواتبهم في حالة يرثى لها و لا تستطيع ان تعيشه الحياة الكريمة التي يستحق والتي يأمل ان يعيشها كل صيدلاني..
وعن الحلول المقترحة للتخفيف من هذه المشاكل قال د. العبابنه لا بد من فتح مجالات عمل جديدة للصيادلة خصوصا الخريجين الجدد منهم, منها تعين صيادلة في مراكز تابعه للحكومة , كذلك تصنيف الصيادلة لان هذا التصنيف يفتح مجالات وآفاق جديدة في إيجاد فرص عمل كما في القطاعات الطبية الأخرى.
وطالب العبابنه الحكومة بتعيين صيادلة في كافة المراكز الطبية التابعة لها حيث ان هناك ما يقارب 700 مركز طبي لا يوجد في معظمهم صيادلة وان العاملين فيها مساعدي صيادلة او ممرضين او غيرهم من العاملين في الكادر الطبي.
وحول بعض العيوب التي يتناقلها الصيادلة عن العبابنه أثناء توليه منصب نقيب الصيادلة خلال دورتين كاملتين وضعف الإنجازات فيها قال د. العبابنه لا يمكن بأي حال من الأحوال ان يحقق أي مجلس مهما كان برنامجه الانتخابي كاملا او ما يستجد من أمور أثناء توليه المنصب, لكن على المجلس الذي يليه ان يكمل ما بدأه من سبقه من المجالس السابقة.
وعن آلية تحسن الأوضاع المالية لأصحاب الصيدليات الفردية قال العبابنه ان ذلك يتم من خلال العمل على زيادة المصاريف الإدارية بعد ان تآكلت خاصة وانه قد مضى على وضع نسبة المصاريف ما يزيد عن 40 عاما حتى الآن وذلك قياسا بارتفاع الحياة بشكل عام.
العمل على تعديل التشريعات والقوانين والأنظمة بما يسمح لصيدلية المجتمع تقديم خدمات مقابل اجر كما هو معمول به في معظم دول العالم كإعطاء المطاعيم وقياس الضغط والسكري وغيرها من الأمور الصحية التي تزيد من زيادة الأرباح وتقليل المصاريف.
وفي مجال آخر تحدثت فارماجو مع العبابنه في موضوع الانتخابات الشغل الشاغل لأغلب الصيادلة هذه الأيام وسؤاله ان كانت الكتل النقابية الصيدلانية قادرة على حل المشاكل الموجودة قال, نعم وذلك من خلال فرز نقيب وأعضاء مجلس نقابة ذو كفاءة عالية وقادرون على اتخاذ القرارات المصيرية التي من شانها العمل على حل المشاكل الموجودة بعيدا عن الانتخابات والايدولوجيات بالإضافة الى الابتعاد عن المحاصصة وسياسة الإقصاء.
وعند سؤاله أين يرى نفسه ك محمد عبابنه من الانتخابات القادمة قال, انا مع المهنة, ومع كل الخيرين من الزميلات والزملاء سواء كنت في موقع المسؤولية او خارجها , وإنني لن أكون الا جنديا في خدمة المهنة والزملاء .
وفي سؤال آخر له حول ما إذا طلب منه الترشح لمركز النقيب هل ستترشح؟ أجاب هذا السؤال سابق لأوانه , وهناك متسع من الوقت لأخذ مثل هذا القرار , أما عند سؤاله ان كان من رشحه لمنصب نقيب الصيادلة التجمع النقابي الذي ينتمي إليه قال ان الموافقة ستكون مقرونة برضا الزملاء في الهيئة العامة وكافة التيارات والتجمعات الصيدلانية على الساحة الصيدلانية.
وعن أهم التيارات التي سيقوم د. العبابنه بالتحالف معها في حال تم ترشيحه قال, سأمد يدي لكافة التيارات والتجمعات الصيدلانية دون استثناء لأحد, ودون إقصاء لأي منهم , آخذا بعين الاعتبار اختيار أصحاب الكفاءات المهنية للزملاء المطروحين للترشح.
والى لقاء قريب مع شخصية صيدلانية قيادية تزكونها انتم كصيادلة كي تعطى الأولوية في إجراء المقابلة معها خلال الأسبوع القادم, وذلك لتسليط الضوء على المهنة ومشاكلها والحلول التي من الممكن ان تساهم في الخروج من الوضع المأساوي الذي يعيشه أبناء المهنة.
.