الأدوية … في قفص الاتهام

 

فارماجو – خالد العطاري

دراسات تحدثت عن اختلالات في صناعتها والمستهلكون يلجئون إلى التهريب

تعددت الدراسات التي تضع الأدوية في المغرب في قفص الاتهام، لافتقادها للمنافسة وتأثيرها على الأسعار وصحة المستهلك.

وتحدثت إحدى دراسات مجلس المنافسة عن عمق أزمة صناعة الأدوية التي تعاني تمركزا قويا، وتهيمن عليها شركات بعينها، إذ يصبح التفاهم بين الفاعلين واردا، من أجل تحديد الأسعار وتقسيم الحصص، خاصة ما يتعلق بأدوية الأمراض الخطيرة، إذ أكدت أن هناك منافسة حقيقية في ما يتعلق بالأدوية شائعة الاستعمال.

 وسجل معدو الدراسة تحسنا ملموسا في المنافسة بخصوص أدوية الأمراض المزمنة مثل داء السكري ، الذي يستعمل المصابون به الأنسولين، في حين أن هناك غيابا شبه تام للمنافسة في ما يتعلق بالأمراض الصعبة مثل داء السرطان.

وتبقى الأدوية محط جدال سواء بين المستهلك أو في أروقة وزارة الصحة وتحت قبة البرلمان، بل وصل النقاش حولها ذروته في عهد الوزير الأسبق الحسين الوردي.

 فالمهنيون يتحدثون عن اختلالات تراخيص الأدوية، بسبب طول آجال معالجة ملفات طلبات الإذن بالوضع في السوق، التي تجاوز أغلبها سنة كاملة، الأمر الذي أغضب ممثلي المختبرات، خصوصا بعد إعلان الوزير عن رقمنة عملية معالجة ملفات الطلبات، الأمر الذي يهدد بإطالة أجل معالجة الملفات، بسبب قلة الموارد البشرية في مديرية الأدوية والصيدلة بالوزارة، التي لم تتخلص بعد من مشاكل الترخيص للمستلزمات الطبية في عمليات الاستيراد والتصدير.

 إضافة إلى الاحتقان بعد تهديد الوزارة في عهد الوزير نفسه برفع الضريبة على القيمة المضافة على استهلاك الدواء، التي كانت موضوع مقترح بزيادتها من 7 % إلى 10، قبل أن يطمئن المهنيين حول عدم تغيير معدل التضريب، مشددا على البحث عن وسائل جديدة لتحفيز الاستهلاك في السوق، إذ ستتدخل الوزارة في هذا الشأن، عبر إجراءات خاصة.

وفتح ارتفاع أسعار الأدوية والجدل بين المهنيين والوزارة الصحة الباب أمام تهريب الأدوية،ففاقت عائداتها المالية في سبتة ومليلية مداخيل المدينتين المحتلتين من تهريب الملابس والمواد الغذائية، خاصة أمام تعدد شبكات التهريب وانخفاض ثمن الأدوية مقارنة مع ثمن بيعها بالمغرب.

وتعود أسباب ارتفاع الطلب على الأدوية المهربة إلى ارتفاع ثمنها في المغرب، فأحد الأدوية الأكثر طلبا يباع في المدينة المحتلة ب3 أوروات، بالمقابل يصل ثمنه في المغرب إلى 120 درهما، و الأرقام تؤكد أن المغاربة الذين يزورون المدينة لا يهدفون فقط إلى الحصول على المنتجات الغذائية أو الملابس، بل يقتنون أدوية بعينها، لأنها أرخص بكثير من الصيدليات المغربية.

وتشمل لائحة الأدوية المهربة أدوية مخصصة لمرضى السكري وضغط الدم وأمراض القلب والجهاز التنفسي، إذ أصبحت سبتة “جنة” الأدوية، نظرا للإقبال الكثير عليها، فتهريب الأدوية يحتل الرتبة الأولى فيها، كما أن شبكات تنشط في تهريبها أو بيع أنواع أخرى مقلدة ومزورة ومعدلة جينيا، وتتجه إلى مستودعات كبيرة بالحسيمة والعيون، قبل توزيعها بالتقسيط على باقي المناطق المغربية.

 

مواضيع ذات صلة

اترك تعليق (سيتم مراجعة التعليق خلال 48 ساعة)

التعليقات