تعاون بين نوفارتيس و مايكروسوفت لإنتاج وتطوير العقاقير الطبية باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي

  

 

فارماجو – وكالات أنباء

تعد عملية إنتاج وصفة دوائية جديدة بالسوق من أكثر العمليات صعوبةً وتكلفةً. فالصعوبة تبدأ من مرحلة الاكتشاف الأولي للمُركّبات الكيميائية المستخدمة في العقار ومرورًا بمرحلة الاختبارات، والتجارب المعملية، وعمليات التطوير ووصولاً إلى مرحلة الحصول على الموافقات الرسمية التي قد تستغرق سنوات.

أما التكلفة؛ تنفق شركات العقاقير الطبية متوسط 2.6 مليار دولار من أجل إنتاج وصفة دوائية جديدة. و ما يزال الجدال دائرًا بين شركات إنتاج العقاقير الطبية والحكومات حول ضرورة تيسير إنتاج وتطوير عدد من العقاقير المستخدمة في علاج أنواع معينة من الأمراض.

ومن الامثلة على ذلك مرض الملاريا، والذي لا يزال يفتك بآلاف من البشر كل عام، حيث يستلزم إيجاد طرق علاجية جديدة، بعد أن ثبتت الطرق القديمة عدم جدواها.

 وكذلك مرض السرطان الذي يتزايد عدد مصابيه يومًا بعد يوم وتستلزم أنواع محددة منه خاصة «الخلايا السرطانية الثلاثية»، إلى ضرورة إيجاد علاج جديد وفعال لوقف انتشارها، وأيضًا ضرورة إنتاج لقاحات جديدة يمكن استخدامها للحيلولة دون تحول الأمراض شديدة العدوى إلى أوبئة عالمية.

 فلابد لتلك الحكومات أن تضع في حسبانها أن تيسير الإجراءات المطلوبة لإصدار عقار أو لقاحات ما يمكن أن تسهم في إنقاذ العديد والعديد من الأرواح في جميع أنحاء العالم. وعلى إثره، نشرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية تعاون بين شركتي مايكروسوفت، ونوفارتيس، لتحسين أوجه الاستفادة من تقنية الذكاء الاصطناعي التي تقدمها مايكروسوفت، جنبًا إلى جنب مع الخبرة الكبيرة لشركة نوفارتيس العاملة في مجال صناعة العقاقير.

 وكذلك استحداث وسائل وآليات جديدة لمواجهة التحديات التي تشهدها عملية صناعة العقاقير بمراحلها المختلفة التي سبق ذكرها.

وهذا ما أكده فاس ناراسيمهان "الرئيس التنفيذي لشركة نوفارتيس" في مقابلة أًجريت معه حول أهمية التعاون مع شركة مايكروسوفت لإستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي التي تنتجها في تسريع وتيسير العمليات البحثية التي تُجريها الشركة من أجل إيجاد علاجات جديدة يمكن استخدامها لعلاج الأمراض التي لا يوجد دواء فعال لها.

كما ذكر أن صناعة التكنولوجيا الحيوية قد شهدت تقدمًا علميًا مذهلاً خلال السنوات الأخيرة حيث أمكنها إحداث نقلة نوعية في مجال إنتاج وصفات دوائية جديدة يمكن استخدامها لعلاج الكثير من الحالات المرضية الصعبة.

ويرى ناراسيمهان أن حدوث مثل هذه التطورات يرتبط بالأساس على القدرة على تحليل كميات هائلة من البيانات باستخدام وسائل حديثة كالذكاء الاصطناعي.

 الأمر الذي يفرض على شركات كثيرة كشركة نوفارتيس لأن تصبح متخصصة أيضًا في علوم البيانات إلى حد لم يسبق له مثيل من قبل.

وانطلاقًا من ذلك، سعت شركة نوفارتيس إلى إدماج شركائها في كل مراحل إنتاج وتطوير العقاقير الطبية باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي وإتاحة الفرصة أمامهم للاستفادة من كم البيانات الصحية الهائلة التي تتحصل عليه الشركة من ملاحظات مختبر الأبحاث ومقالات المجلات الطبية ونتائج التجارب الحيوية، لأن ذلك بالنهاية يصب في مصلحة تحسين الصحة الإنسانية.

 واستطرد ناراسيمهان في حديثه أن فهم تلك البيانات الهائلة يمثل تحديًا كبيرًا أمام نوفارتيس.

 ولكن مشكلتها لا تكمن في الحجم الهائل لتلك البيانات وإنما تكمن في عدم تنظيمها وكذلك في تخزينها في أنظمة منفصلة، وبالتالي يصعب جمعها وتحليلها.

وذاك كان سببًا من أسباب التعاون مع شركة مايكروسوفت، فنوفارتيس رغبت في أن يتمكن جميع عامليها؛ ابتداءً من الباحثين الذين يستكشفون المُرَكّبُات الجديدة، مرورًا بالعلماء الذين يحسبون مستوى الجرعات، إلى خبراء التجارب الذين يقيسون النتائج، ثم مديري العمليات الذين يسعون إلى تحسين كفاءة سلاسل الإمداد، ووصولاً إلى فرق العمل التي تحاول اتخاذ قرارات أكثر فعالية، من استخدام حلول تقنية الذكاء الاصطناعي في تحليل كميات كبيرة من البيانات واكتشاف الارتباطات بينها لتسهيل مراحل إنتاج وصفات دوائية جديدة.

 وأشار أنه نتيجة التعاون، فإن كلا العاملين في الشركتين يسعون إلى البناء والتطوير المشترك، فموظفو مايكروسوفت يعملون على تطوير نماذج جديدة من الذكاء الاصطناعي في حين يستخدم موظفو نوفارتيس هذه النماذج لتحليل البيانات الناتجة خلال المراحل المختلفة لصناعة أي عقار جديد.

وبالتالي النتيجة هي تحسين قدرة نوفارتيس على إيجاد عقاقير لبعض الأمراض المستعصية. استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي وفي مقابلة أخرى أُجريت مع «ساتيا نادالا»- المدير التنفيذي لشركة مايكروسوفت- ذكر أن التعاون بين علماء البيانات في مايكروسوفت وفريق الأبحاث في نوفارتيس سوف يساعد على استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي في ثلاثة مجالات؛ الأول يتعلق بإيجاد عقار لعلاج مرض التنكس أو الضمور البقعي المرتبط بالسن والذي يعد سببًا رئيسيًا في فقدان البصر، والثاني يرتبط بتحسين كفاءة عملية صناعة الجينات والخلايا العلاجية الجديدة مع التركيز الأولي على سرطان الدم الليمفاوي الحاد، أما الثالث فيركز على استخدام الذكاء الاصطناعي في تقصير الوقت اللازم لإنتاج عقارات جديدة، وذلك باستخدام الشبكات العصبية الرائدة التي طورتها شركة مايكروسوفت من أجل توليد وفحص واختيار مخزونات كبيرة من الجزيئات تلقائيًا تُستخدم في عمليات الإنتاج.

وقد أشار نادالا إلى توقعه الكبير بأن يتطور نطاق التعاون البحثي مع شركة نوفارتيس، موضحًا أن قدرة موظفي نوفارتيس على استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي سوف يمنح الشركة فرصًا غير مسبوقة لاستكشاف آفاق جديدة في مجال صناعة العقاقير والتي من شأنها أن تنقذ حياة الملايين حول العالم.

واختتم حديثه بأن هذا التحالف الاستراتيجي يعد بداية جهد تعاوني هام ذو أثر عميق في طرق تطوير الأدوية والعلاجات المتطورة. وذلك بفضل عمق المعرفة التي توفرها شركة نوفارتيس في مجال العلوم البيولوجية و كذلك خبرة شركة مايكروسوفت التي لا مثيل لها في علوم الكمبيوتر والذكاء الاصطناعي

وبناء عليه قال بان هذا سيتيح فرصًا فريدة لتحسين الوسائل والآليات المستخدمة في مجال صناعة العقاقير، وبالتالي يمكن المساعدة في إنشاء عالم يمكن فيه تقديم علاج ورعاية صحية عالية الجودة، بشكل أكثر فعالية وبأسعار في متناول للجميع.

 

 

اترك تعليق (سيتم مراجعة التعليق خلال 48 ساعة)

التعليقات