فارماجو – د. رامي عواد
تحدد وزارة التعليم العالي الطاقة الاستيعابية لكل كلية جامعية في الأردن بناء على معايير وعوامل متعددة ، لكن بعض الجامعات الخاصة تلجأ لطرق غير قانونية والتفافية لتسجيل عدد اكبر من الطاقة الاستيعابية المسموح لها ، ومن هذه الطرق هي ما يسمى بالحواضن الجامعية .
وتبدأ الحاضنة عندما يكون هناك إقبال كبير على تخصص ما مثل الصيدلة وإقبال ضعيف على كلية أخرى في الجامعة ، فتقوم الجامعة بتسجيل الطلاب الراغبين بتخصص الصيدلة في تلك الكليات الأقل إقبالا, وقد تكون كلية التمريض، الآداب ، المحاسبة ... الخ (كليات حاضنة) لكن ضمن الخطة الدراسية لكلية الصيدلة .
ويلاحظ ان بعض الجامعات تقوم بذلك لكن بإعداد قليلة, يتم تحويلها لاحقا وخلال فصل او فصلين دراسيين, وذلك بعد ان يتخرج بعض الطلاب في الكلية في الفصل الأول او بعد الفصل الدراسي الثاني حيث يكون لديهم عدد كبير من خريجي الصيدلة.
لكن غياب الرقابة من وزارة التعليم العالي على هذه الحواضن ذات الإقبال الشديد من الطلاب على تخصص الصيدلة في السنوات الأخيرة مع ارتفاع غير مسبوق لعلامات الثانوية العامة شجع بعض الجامعات لتقوم بتسجيل أعداد كبيرة في الحواضن التي قد يصل العدد فيها الى أكثر من ضعفي عدد الطاقة الاستيعابية المسموحة للكلية ، وهنا قد يستمر الطالب في كلية حاضنة حتى السنة الأخيرة من الدراسة ولا نعلم كيف يتم وقتها تحويلهم لكلية الصيدلة لكنهم في النهاية يتخرجون من كلية الصيدلة .
وتكمن سلبية الحواضن الجامعية ليست فقط في أعداد الخريجين المهولة في تخصص مثل الصيدلة فحسب ، بل المشكلة تكمن في سمعة ومخرجات التعليم العالي لدينا سواء في الأردن او خارجه.
فلو احد الطلاب العرب يدرس الصيدلة في حاضنة جامعية عاد في العطلة الصيفية الى أهله فشاهد والده بطاقته الجامعية بتخصص آخر غير الصيدلة ، فثارت لدى الأب الشكوك حول ابنه فقام بالتواصل مع الملحقية الثقافية لسفارة دولته في الأردن ومن ثم قامت بالتواصل مع الجامعة ليؤكدوا له ان ابنهم في تخصص الصيدلة لكن في كلية حاضنة ، كيف ستكون ردة فعل تلك الدولة تجاه هذه الجامعة ؟!!!
وإنني اعتقد ان وجود الحواضن والتلاعب بأعداد الخريجين في تخصص مثل الصيدلة سيؤثر سلبا على فرص العمل وزيادة البطالة وتدني الأجور وانخفاض جودة مخرجات التعليم العالي لذلك لا يمكن قبولها وستسعى نقابة الصيادلة بكل ما أوتيت من وسائل لمواجهتها .
وأود التوضيح بان الطالب الموجود في كلية حاضنة هو رسميا ليس طالب كلية صيدلة, بل هو طالب تلك الكلية الحاضنة الى ان يتم تحويله لكلية الصيدلة, ولو انه حدث اي امر غير متوقع منع الجامعة من تحويله لكلية الصيدلة فما هو موقف الطلاب واهاليهم في ذلك الوقت ؟!!!
ان التحول الفعلي والحقيقي من تخصص هندسة مثلا الى تخصص صيدلة ليس له علاقة بالحواضن فالطالب هنا درس هندسة بموادها المعتمدة في الخطة الدراسية ثم قرر الانتقال الى تخصص الصيدلة ضمن أسس التحويل والانتقال بين التخصصات المعتمدة في الجامعات والتعليم العالي لا غبار عليه.
وأخيرا فان الحواضن الجامعية ليست مرتبطة بتخصص محدد وان كانت الصيدلة حاليا هي أكثرها تضررا, لذلك تواصلت نقابة صيادلة الأردن مع وزارة التعليم العالي وهيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي وتم وضع خطوات عملية ستقوم بها التعليم العالي لضبط هذه الممارسات الخاطئة.