فارماجو – أ. د. فراس علعالي
استغربت الهجمة الكبيرة والانتقادات الشديدة التي شنت على معدلات التوجيهي لان هناك من سجل علامة كاملة او لان هناك 10% من المعدلات فوق التسعين علماً بان هناك ايضاً بالمقابل فئة كبيرة ناجحة رقمياً (معدلات ال ٥٠-٦٠) ولن يكون لهم مكان في الجامعات وما الخيارات التي تستطيعها تلك الفئة؟.
هل هناك تعليم تقني او مهني عالي الكفاءة مرتبط بسوق العمل يستوعبهم ؟
ايضاً هناك فئة الراسبين التي وصلت ل 40%(فوق ال ٥٠ الف طالب), وبالمناسبة لم يتطرق احد لهؤلاء ايضاً, وكأن الامر طبيعي.
ما خيارات المجتمع لتلك الفئة ؟
الاهتمام كمجتمع يجب ان يكون شمولياً بالناجحين كافة وفرصهم وكذلك الراسبين وخياراتهم ان اردنا مجتمعاً صحياً.
هل قمنا بتحليل النتائج بشكل علمي لمعرفة التمايز بين مناطق الوطن المختلفة ومدى ارتباط العلامة بإمكانيات المدارس وكفاءة المدرسين وأسباب الرسوب المرتفعة وأسباب تضخم العلامات بالمقابل.
هل هناك رضا عن نظام تعليمي يرسب فيه عادة نصف الطلبة ؟ نعظم ونهتم بالفرد لا بالجماعة ويشغلنا طالب واحد وعلامته الكاملة وان الامتحانات لم تمايز بينياً بين العشرة ألأوائل من الطلبة ونغفل المخرجات الكلية ل ١٣٣ ألف ممن تقدموا هذا العام وبرأيي هذا غير صحيح.
هل سمعت بالطالب الأول في "الثانوية" في ألمانيا او امريكا او اليابان ؟! حيث لا امتحان وطني كالتوجيهي بينما هناك تعظيم لدور المدرسة والامتحانات المعيارية الموجهة والمتخصصة ورغبة الطالب وإمكانياته والتقييم بطرق مختلفة والابتعاد عن النظام الرقمي الى الرموز والفئات الوصفية ! في الأردن.
كيف نعرف أننا تقدمنا او تأخرنا تعليمياً وتربوياً كوطن من عام لآخر ؟
وما الأهداف التي نسعى لتحقيقها وسبل ذلك من خلال مخرجات التعليم الأساسي لمواكبة الألفية الثالثة وتحقيق تنمية مستدامة ونهضة حقيقية وازدهار.
الأصل ان يهتم المجتمع والمختصين منهم بفلسفة التعليم وبجودته ومحتواه ومواكبته لأفضل الممارسات التربوية والتعليمية وبإمكانيات المدارس وطرق التدريس والبيئة الصفية وكفاءة المعلم ورضا كافة الأطراف من شركاء المصلحة عن نوعية المخرجات وليس فقط المخرجات الرقمية التي لا تعني ولا تعكس الكثير من الدلالات.
ما المهارات التعليمية والعملية والناعمة التي اكتسبها طلابنا خلال دراستهم وما القيم التربوية والوطنية والأخلاقية التي زرعناها قبل الاهتمام بآلية القبول الجامعي بحيث لا نعتمد الا علامة التوجيهي في قبولات الجامعة ونهرب الى الأمام بإغفال دور المدارس والجامعات في معايير القبول خوفاً من الواسطات والمحسوبيات.
عدد المقاعد الجامعية في آخر المطاف في الجامعات الحكومية والخاصة محدود بغض النظر عن المعدلات والأعلى هم من سيشغلونها. بالمقابل كليات المجتمع لا تملك الإمكانيات العالية لتعليم تقني ومهني بمستوى رفيع.
آن الأوان ان نركز على ما هو مهم, وأي جيل نبني بدل طاقتنا المهدورة لماذا "فشل" نظام التوجيهي في التمايز بين عشرة طلاب أوائل او في نسبية ارتفاع المعدلات او تحقيق علامة كاملة لطالب واحد.
الأستاذ الدكتور فراس علعالي:
-
مدير البحوث والدراسات العليا ، العلوم الصحية والطبية (QU Health)في جامعة قطر
-
عميد كلية الصيدلة غي جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية سابقا