فارماجو – د. مالك السعدي
تواجه مهنة الصيدلة في هذه الأيام فترة تحديات كبيرة, وكان العديد من المترشحين للانتخابات فيما مضى يتعهدوا بحل المشاكل الناتجة عن هذه التحديات, الا انه وللأسف الشديد بقيت التحديات القديمة وأضيف عليها تحديات جديدة اشد خطورة مما كانت عليه سابقا الامر الذي أدى الى تدهور المهنة بشكل كبير, مما يستدعي الى التحرك للوقوف على هذه التحديات وحلها بالسرعة الممكنة.
ولعل أهم التحديات التي كانت تواجه الصيادلة في الماضي ضريبة الدخل, زيادة نسبة المصاريف الإدارية للصيدليات, ورفع العلاوة المهنية والعمل الإضافي للصيادلة العاملين في القطاع العام وغيرها من الأمور, الا ان جميع هذه التحديات لم يتم حل لها حتى الآن .
ولعل التطورات الأخيرة في تدخل الغير في الشأن الصيدلاني زاد الهوة في المهنة, فقد تدخل بعض النواب في أسعار الأدوية الأمر الذي أدى الى كركبة في الوضع الصيدلاني, والخوف من عدم التعويض, والاهم من ذلك كانت المخاوف التي كانت تحصل بين الصيادلة العاملين في الصيدليات والمرضى على خلفية سعر الدواء قبل او بعد تنزيل السعر.
بعد ذلك ظهرت مشكلة التامين الصحي مع نقابة المحامين الذين كانوا ياخذون من الصيدليات نسبة خصم 12% بدلا من 6% , وقد قامت النقابة بحل هذه المشكلة بعد فترة من الكر والفر مابين النقابتين و وجود رئيس مجلس النقباء ونقيب المندسين الزراعيين من اجل انهاء هذه المشكلة وهذا ماتم فعلا.
ثم ظهرت من جديد مشكلة بعض سلاسل الصيدليات التي لم تلتزم بالتوقف عن الخصم وإتباعها أسلوب جلب الزبائن الذي يعتبر مخالف للقانون والذي تم مخالفتهم عليه في وقت سابق, الا ان هذه السلسلة إعادة الكره ولم تأبه بقرارات النقابة, بل قامت لاحقا بتنزيل عرض تخفيض أسعار جديد بعد تحويلها الى مجلس تأديبي.
كما تم في وقت سابق دعوة الغذاء والدواء مجموعه من الجهات المعنية من اجل تدارس إعادة تسعير أسس الدواء, وقامت بدعوة جهات معينة من ضمنها انقابة الصيادلة الامر الذي لم يظهر على ارض الواقع, حيث تبين لاحقا عدم وجود احد من النقابة في ذلك الاجتماع, بل ان مسؤول احد السلاسل التي تخالف القانون والنقابة كانت حاضرة, الأمر الذي أثار التساؤل عن دعوة هذه الشخصية الصيدلانية وعدم دعوة الجهات المعنية.
ولعل كثيرا من المراقبين قد تابعوا خلال الشهر الماضي وهو الشهر الذي كان فيه نقيب الصيادلة الدكتور زيد الكيلاني خارج البلاد في إجازة سنوية كيف ساءت الأمور بشكل كبير, وللدلالة على ذلك نذكر ان نقيب الصيادلة عندما سافر كان هناك اجتماع للجنة الوزارية التي تم تشكيلها, إلا انه لا يعرف احد ما الذي حدث بعد اجتماعها الأول الذي حضره النقيب, هل اجتمعت مرة أخرى ام لا , وفي حال اجتمعت ما هي القرارات التي تم اتخاذها.
تم تحويل احد سلاسل الصيدليات الى مجلس تأديبي, والذي حدث انه لم يحضر أي من المخالفين إنما حضر وكيلهم, وقد كانت الجلسة غير ودية, وقد صدر عن الجلسة قرارات كبيرة الأمر الذي لم يعجب ألجهة المخالفة, بل طالب البعض بإلغاء قرارات الجلسة, منهم من يعرفون بمافيا الدواء في الأردن, ويبدوا أنهم يدعمون جماعتهم.
وفي دعوة أخرى لحضور صيادلة هذه السلسلة للمجلس التأديبي, لم يحضر أيضا سوى وكيلهم فقط وكانت النقابة قد حجزت قاعة في مجمع النقابة لهم بسبب كثرة عددهم.
ويلاحظ وهو العجيب ان مجموعة لا باس بها من أعضاء مجلس النقابة لم توافق على قرارات المجلس التأديبي السابقة, الأمر الذي شجع المخالفين على التمادي وإعادة المخالفة مرة أخرى دون الاكتراث من احد.
في زيارة الى النقابة لأكثر من مرة لوحظ عدم تواجد أعضاء من مجلس النقابة بالشكل المتعارف عليه عندما كان نقيب الصيادلة متواجدا في الأردن, و كان عدم تواجدهم في فترة غياب النقيب, والتساؤل الذي يطرحه الصيادلة المراجعون للنقابة هل التغيب مقصود ام انه محض الصدفة.
من خلال ما تم ذكره أعلاه وغيره من الأمور نجد ان هناك من بدأ يتنمر على النقابة ويرفض قراراتها ويتحداها, بل ان بعض المؤسسات الحكومية بدأت بالتنمر على أعضاء من مجلس النقابة وتخصهم بالتفتيش وتغلق صيدلياتهم وكأنها " تفرك اذانهم " وذلك من اجل الضغط عليهم وعلى قراراتهم النقابية التي تعارض قرارات تلك المؤسسة او من يتعاملون معها, وقد سبق ذلك كله تنمر النواب على المهنة والإعلام من خلال وقوفه مع بعض الجهات المأجورة لهم.
كما ان اتحاد الصيادلة العرب لم يقف مكتوف اليدين لما يحصل مع النقابة والصيادلة في الأردن , بل قام باتهام نقابة صيادلة الأردن بالعمل والتعاون مع الكيان الصهيوني, الا ان مجلس النقابة لم يحرك ساكنا وتقبل هذا الهجوم دون الاعتراض او إصدار بيانا يدين هذا الاتهام غير الصحيح.
كل هذه الأمور وغيرها جعلت الكثير يفكر جديا فيما اذا كانت نقابة الصيادلة قد فقدت البوصة ام لا , الأمر الذي جعل الجميع يتجرأ عليها ويتمادى, ويضع النقابة في أكثر من موقع محرج, كل ذلك دون ردة فعل واضحة من النقابة.
وقد عزا البعض عدم تحرك مجلس النقابة في اخذ المواقف تجاه ما يحدث وتجاه من يتجرا عليهاالى ضعف المجلس وقلت خبرته, واستغلال البعض لغياب نقيب الصيادلة عن الساحة, خصوصا ان بعض أعضاء مجلس النقابة لا يعرف احدهم ما يقوم به الآخر خلال فترة الغياب.
والسؤال الذي يطرح نفسه مع عودة نقيب الصيادلة, هل ستلتئم وحدة المجلس, ويتداركوا ما حدث لهم ومعهم خلال الشهر الماضي, أم إن الأمور ستبقى كما هي, منتظرين الضربة القادمة والتي من المتوقع ان تكون من احدهم!!.