فارماجو – د. مالك السعدي
يعيش الصيادلة هذه الأيام خصوصا أصحاب الصيدليات ومستودعات الادوية اسواء الظروف نتيجة قرار الحكومة بتخفيض أسعار الدواء, وان السوء الذي اتى ليس بسبب تخفيض سعر الدواء بحد ذاته بل بسبب آلية وطريقة اخذ القرار والتنفيذ, بالإضافة الى عدم وضوح تعويض خسائر الصيادلة من عدمه.
فعندما قرر وطلب جلالة الملك عبدالله الثاني من الحكومة تنزيل أسعار الأدوية, فرح جميع المواطنين وفي مقدمتهم الصيادلة, لان القرار يمس شريحة كبيرة من المواطنين غير المؤمنين صحيا.
وبهذه المناسبة صرح نقيب الصيادلة الدكتور زيد الكيلاني على صفحته الشخصية قائلا, أُشيد بتوجيهات جلالة الملك بخفض أسعار الدواء. حيث أن قرار جلالته جاء ليُعَبِر عن اهتمامه البالغ بصحة المواطن وتلمسه لمطالبه وقربه من همومه وتطلعاته.
وأؤكد دعم نقابة الصيادلة خصوصاً والصيادلة عموماً بصفتنا كمواطنين بدرجة أولى لتوجيهات جلالة الملك ووقوفه المستمر إلى جانب المواطن.
وأتمنى على الحكومة أن تلتقط الإشارة الملكية السامية، وان تقوم بإلغاء ضريبة المبيعات على الدواء، كما انتصر جلالته للمواطن قبل عام ووجه الحكومة لالغاء رفع الضريبة على الدواء
الا ان ما قامت به الحكومة كان مغايرا تماما لما كان المواطن والصيادلة ينتظروه ويتمنوه, مما انعكس ذلك سلبا من خلال ردود الفعل التي صدرت عن عدد كبير من المواطنين خصوصا الصيادلة منهم.
وبهذا الخصوص قالت الدكتوره عبير الغنانيم نائب عميد كلية الصيدلة في جامعة العلوم والتكنولوجيا جاءت توجيهات الملك بضرورة تخفيض سعر الدواء متماشية مع النهج الذي عهدناه و نهج نقابه الصيادله , و لكن طريقه الحكومة بالأخذ بهذه التوجيهات تدل على قصر نظر و تنصل من المسئوليه .
وقالت, لقد توقعت ان تخفض التكلفة على الصيدليات و المستودعات ... توقعت دعم ضريبي لقطاع الدواء, كما توقعت تامين طبي لدعم المريض بالحصول على الدواء .
و لكن ان يكون القرار بتخفيض أسعار الادويه, و ترك الصيادله يتحملوا الخسارة بصرف الادويه الموجودة في الصيدليات الان, بسعر اقل مما تكلف الصيدليه عند شرائها, و ترك الأمور من غير ضوابط مع المستودعات و موزعين الادويه لا يبشر بخير للقطاع الصيدلاني.
فيما قالت الدكتورة مرام الحاج احمد, احد الناشطين النقابيين و صاحبة صيدلية, نحن لسنا ضد تنزيل الأسعار للدواء (معاذ الله) فهذا مطلب وطني ونحن مواطنين نحب وطننا, ولكن الآليات التي تم العمل بها كان من الأجدى ان تكون على قدر من المسؤوليه الملقاه على عاتق الجهات المكلفه و على أسس علميه أكثر.
وقالت ساخرة, الشكر الجزيل لعضو مجلس النواب الكريم الذي نسي كل مشاكل ارتفاع الأسعار في بلدنا الحبيب من بنزين ومشتقاته مرورا بفواتير الكهرباء والماء وانتهاء بالسلع الاساسيه وأثار قضية سعر الدواء تحديدا .
الشكر الجزيل لمعالي وزير الصحه الأكرم الذي نسي فاتورة الطبيب ،المستشفى،الأشعه والمختبر المرتفعه وتذكر فقط أقلهن قيمة وهي فاتورة العلاج.
الشكر الجزيل لعطوفة مدير مؤسسة الغذاء والدواء الأردنيه الذي تذكر ربح صيدلي المجتمع, و الذي لم تتغير مصاريفه الإدارية فيه من سبعينات القرن الماضي.
ولعل المتضررين من هذا التخفيض هم أصحاب المستودعات والصيدليات والصناعة الدوائية, الا ان أكثر المتضررين كان هم أصحاب الصيدليات خصوصا صيدليات المجتمع الفردية لان أوضاعهم المالية هشة واحتمالية اعلان الإفلاس وارده بأية لحظة.
فارماجو رصدت أيضا تعليقات العديد من الصيادلة الذي وضعوا لوما كبيرا على نقابة الصيادلة التي لم تحرك ساكنا نتيجة تنزيل الأسعار بهذه الطريقة حسب قولهم, خصوصا انه لم يتم بحث آلية تعويض أصحاب الصيدليات الذين اشتروا أدويتهم بأسعار مرتفعه.
احد الصيادلة علق قائلا "مش عارفة النقابة شو تسوي, نائب بيطّير عمل النقابة وبيهمشهاووزير بيفرض عليها الي بدو إياه, وأضاف انا لو محل نقابتنا بسلم المفاتيح للحكومة وما في داعي نسوق فيها المبادئ النقابية الخداعه".
فيما قال صيدلاني اخر "بصراحة اذا تم التغيير بالاسعار دون التعويض, اعتقد وجب ذوقا و ادبا بما اصبح الامر كارثيان يستقيل المجلس النقابي, لانه لا ألغى ضريبة, ولا رفع ربحية الصيدلي, والكثير من الملفات الغير منجزةوكل هذا انخفاض أسعار ودون تعويض".
وقال احد الصيادلة أيضا "والله حكيتها, سلموا مفاتيح الصيدليات أفضل".
فيما قال اخر "مجلس النقابة مغيب و كإنهم في دولة اخرى ما قدرو يرفعو هامش الربح و نائب قدر يمشيهم ع المسطرة, مجلس نقابتنا انا بقول سلمو مفاتيح النقابة و اقعدو".
وفي تعليق لأحد الصيادلة جاء فيه, "الوضع من امبارح كان لازم تشكيل غرفة طوارئ للتعامل مع هكذا مستجد !!!!!!"
"خطوات النقابة خجلة و كأن المجلس يتصدى باستحياء لهذه الهجمة, وأضاف صار النا اكثر من شهرين في ميمعة الأسعار و هجمة شرسة على القطاع ما شفنا رد فعل مشرف"
وعلق احد الصيادلة متحدثا الى زميل له قائلا, "يا دكتور هيك قرار لو كان في نقابة و هيئة عامة قوية كان ما مشى و اندفن بأرضه"
"كل مجلس النقابة مش عارف يعدل هامش الربح و نائب عرف يعمل كل هالبلبلة و مشى الي برأسه علينا !!!!!!!"
وقال احد الصيادلة مخاطبا زميل له ايضا, "اذا بتلاحظ من كلام مدير الغذاء والدواء انه تخفيض الادوية كان ورشة عمل طول شهر رمضان وتم الانتهاء من الأمور قبل العيد."
"اذا هذا ان دل على اما المجلس مغيب عن الاجتماعات والية التخفيض او انه على علم وأخفى النتائج"
فيما تساءل احد الصيدلاني قائلا, "لجنة اعادة التسعير تضم أعضاء من النقابة, من هم ؟؟, وكيف تم تنسيبهم ؟؟"
وقال اخر, "معاكم القوائم من قبل العيد ، ومخبينها ليش، معقول ٣٥٠٠ صيدلاني صاحب صيدليه مش معبي عينكم؟؟"
فيما قال صيدلاني اخر "القرارات والتعليمات والاجحاف الذي لحق بكل الصيادله في عهد هذا المجلس ما صار في تاريخ النقابة مجتمعه منذ تأسيسها", "فيما أضاف اخر لو المجلس صاحب قرار بسلم مفتاح النقابة لابو صعيليك او لوزير الصحه, بيكفينا بهدله".
وقال احد الزملاء ملخصا المشهد, "لا ننكر حقيقة ان معظم اعضاء المجلس يعمل بطموح وبنوايا صافية، لكن التحالفات وهواجس انتخابات ٢٠٢٠ أثرت بشكل كارثي على المنتج النهائي".
وأضاف "بان الكل تكتف وانساق وراء طموحه بتجديد ولاية أخرى، فتخلوا عن الموقف المستقل واذعنوا للمواقف المرسومة والاملاءات".
وتساءل احد الزملاء قائلا, زملائي الصيادلة الاعزاء
"هل سيفرض على الصيادلة تخفيض اسعار الادوية الموجودة حاليا في صيدلياتهم و المشتراة قبل قرار التخفيض الاخير ، و من سيعوضهم عن هذا التخفيض ؟؟؟"
كما قال احد الصيادلة, "سيكون هذا البوست الاخير لي الذي أكتب فيه عن المهنة و النقابة, ان مجلس النقابة فقد شرعيته لحظة كان مطلب الهيئة العامة رفع المصاريف الإدارية و المجلس يغرد بالضريبة".
"و أنصح الشرفاء بالهيئة العامة تشكيل لجنة وصاية على المجلس و اعتباره مجلس تسير أعمال لحين انتهاء مدته و منعه من القرارات الإستراتيجية, و البدء الفوري بتعديل قانون النقابة لمنح صلاحيات أوسع للهيئة العامة و أحكام سيطرتها على المجالس".
واكمل حديثه قائلا, "يجب تعيين متحدث للمجلس و منع التصريحات أو اللقاءات أو البوستات لاعضاء المجلس للتخفيف من حدة الاستياء من بوستاتهم و بالمقابل التخفيف أيضا من ظاهرة السحيجة و الذباب الإلكتروني."
وختم حديثه قائلا زملائي و زميلاتي الصيادلة "نحن من دمر المهنة و لم يكن في يوم من الأيام مؤامرة خارجية على القطاع الصيدلاني".
اما الدكتور هيثم الموسى فقد قال, "بدناش زوبعات اعلاميه...القروب هون فقط للصيادله و من حقنا نعرف...نفسي افهم كيف موضوع نزول الاسعار بدون ما تخسر راكب مع النقابه...النا ٣سنوات نعاني من نزول الاسعار و كوارثه".
"معدل شراء المريض ب ٣ سنوات انخفض للثلث...د هايل امبارح بقول الدواء ليس سلعه للتجاره ....ممتاز... اعطيني معامله مميزه للصيدليات و حد من أرباحي".
"اعطيني استثناء بقانون المالكين و المستأجرين...اعطيني تعرفه كهرباء استثنائية مثل الصناعه. .خفف سيف الضريبه عن رقبتي...الغي رسوم الامانه للصيدليات".
"واجب التخفيف عالمواطن على حكومته مش ع حسابي...ع فكره الصيدلي بيعبي البنزين بنفس سعر اي مواطن بربح من مهنته ٥٠٠٪ و ما حد حكيله وين رايح".
التعليقات السلبية على مجلس النقابة كثيرة جدا ولكننا نكتفي بما نشرناه لكم, ومن هنا نجد ان الهجمة على نقيب وأعضاء مجلس النقابة شرسه جدا, كما هي الهجمة على آلية تنزيل الاسعا, رغم التعب والجهد الذي يبذله نقيب وأعضاء المجلس, وقد يكون في بعض الأحيان يصل الى منتصف الليل .
مجلس النقابة وشعورا بالمسؤولية دعا الهيئة العامة الى اجتماع طارئ مؤخرا ليستمع منهم عن مطالبهم ووجهات نظرهم والحلول المقترحة, وحدد جدول أعمال الاجتماع الطارئ ببندين فقط هما نزول الأسعار ومشكلة التامين الصحي مع المحامين .
والسؤال الذي يطرح نفسه هل يستطيع مجلس النقابة ان يستوعب الصدمة التي حدثت؟؟, وردود فعل الصيادلة عليها ؟؟ في الاجتماع الذي سيتم عقده الساعة الخامسه من يوم السبت 2019/6/15 في مجمع النقابات المهنية بعمان.
نعم لتوحيد المهنة, نعم للجهود المبذولة للارتقاء بالمهنة, نعم لكل غيور على المهنة, نعم لكل من يدعوا الى عيش كريم للصيادلة في ظل الوضع الاقتصادي المتدهور.