فارماجو – عمان
كثر الحديث في الاونة الاخيرة عن مقارنة اسعار الادوية في الاردن ودول اخرى وللاسف من يتطرق للموضوع غالبا لا يكون لديه المعلومات الكافية في هذا المجال لذلك تجده يصدر احكاما بعيدة عن الواقع ...
الية التسعير في الاردن كما اوجزته الدكتورة وصال الهقيش على موقع المؤسسة العامة للغذاء والدواء هو كما يلي : "يتم تسعير الدواء في الأردن بناء على أسس معتمدة من عدة دول ومرجعيات في تسعير الأدوية الأصيلة إذ يتم مقارنة سعر الدواء في بلد المنشأ إضافة الى وسيط سعره في 16 دولة مرجعية وسعره في السوق الدوائي السعودي (للدواء المستورد فقط) أيضا والذي يعتبر من أكبر أسواق المنطقة مبيعا للدواء ويحظى بأسعار تفضيلية لأدوية الشركات الكبرى.
وعليه يتم إحتساب السعر النهائي بالإعتماد على أقل سعر ينجم عن هذه المعادلة مما يحقق مصلحة المواطن وتوفير الأدوية بأسعار مناسبة.
علما بان هذه الاسس تم العمل بها قياسا لمعايير التسعير العالمية .
وبالتالي فإن سعر السوق لأي دواء سيكون بالعادة أقل او يساوي سعره في بلد منشئه ، وهذا يبرر إنخفاض أسعار بعض الأدوية الأردنية احيانا" في الأسواق الخارجية مقارنة بأسعارها في الأردن حيث تعد الأردن بلد منشأ لهذه الأدوية وهذا ينطبق على اسعار الدواء في السوق الأردني حيث ان اسعار الأدوية ذات المنشأ الأوروبي و العربي قد يكون يساوي أو أقل سعرا من بلد المنشأ ".
ومع ان اغلب الدول في العالم تتبع معايير التسعير العالمية الا ان هناك دولا تقوم بدعم الدواء وتصنيعه في بلادها ، مما يقلل سعره لمواطنيها مقارنة مع الدول الاخرى .
واذا اخذنا تركيا مثلا وهي تعتبر من اقل الدول انخفاضا باسعار الادوية لديها فانها توفر الكهرباء مجانا للمصانع الدوائية لديها بالاضافة الى تخفيض الرسوم والضرائب على تصنيع الدواء وايضا تدني اجور الايدي العاملة هي احد العوامل المهمة .
اضف الى ذلك ان اغلب ادوية شركات الادوية الاوروبية والامريكية الموجودة في تركيا تصنع بترخيص في المصانع التركية فشركات مثل سانوفي افينتس وباير ونوفارتس وفايزر وروش وباكستر وامجين تصنع ادويتها في تركيا مما يوفر تكلفة الدواء ويقلل من تسعيرته ، بالاضافة الى التعامل التركي باليورو والذي انخفض مقابل الدولار في السنوات الماضية مما ايضا ادى الى انخفاض الاسعار مع الاخذ بعين الاعتبار ان عدد سكان تركيا تجاوز ال 82 مليون نسمة فلا يمكن مقارنتها بدولة عدد سكانها لا يتجاوز ال 10 مليون او اقل بذلك بكثير .
لذا فان دعم الحكومة التركية للدواء التركي يساهم في تغطية نسبة كبيرة من سعر الدواء مما يقلل من اسعاره ويقدرها البعض بنسبة تتجاوزعن 50 % من سعر الدواء .
اما دول الخليج فاسعارها تقريبا متشابهة وقريبة من الاردن وقد تجد ادوية سعرها اغلى في الامارات منه في الاردن والعكس صحيح لكن ضمن فروقات بسيطة .
كما يجب ان نعلم ان نسبة ربح الوكيل لا تتاثر بانخفاض او ارتفاع سعر الدواء فهي تتراوح من 15-20% وذلك قبل ان تحسب التكلفة التسويقية والترويجية للادوية والتي تكلف مستودعات الادوية المبالغ الكبيرة .
في الاردن وخلال خمس سنوات ماضية تم انخفاض 3500 دواء من اصل 5200 دواء مسجل ومتداول في السوق الاردني حسب تصريح الدكتور هايل عبيدات المدير العام للمؤسسة العامة للغذاء والدواء وبنسب تراوحت بين 10-82 % وتشمل كافة المجموعات الدوائية .
واذا نظرنا الى وضع شركات الادوية في الاردن والتي كانت تشكل رقما فارقا على مستوى الوطن العربي فهي الان ليست على ما يرام ، اغلب الشركات تعاني من انخفاض كبير في ارباحها والبعض لديه خسائر متراكمة تشكل نسبة كبيرة من راس مال الشركة وذلك بسبب الانكماش الاقتصادي والتنافس الحاد بين الشركات المحلية والاجنبية ، وعلى الحكومة الاردنية والجهات المعنية ايجاد حلول داعمة لها فالتصدير الدوائي يعد احد اهم الروافد المالية للاقتصاد الاردني حيث يتم تصدير ما يقارب من 700 مليون دولار سنويا .
من جهة اخرى فان قطاع الصيدليات في الاردن فهي ايضا تعاني كثيرا فانخفاض الاسعار قلل من قيمة الارباح فنسبة 20% تقريبا هي نسبة ارباحها في الدواء منذ عام 1979م ولم يتم زيادتها مع ان المصاريف التشغيلية للصيدليات ارتفعت بشكل كبير خصوصا الايجارات .
ختاما يجب ان نعلم ان من يتم تسعيره في اغلب دول العالم هو الدواء وليس المكملات الغذائية ومستحضرات ومواد التجميل فهذه لها اليات مختلفة للتسعير .