فارماجو – د. عبدالرحمن طنبوز
منذ اللحظة الاولى لاطلاق مجلس نقابة الصيادلة قرار مقاطعة شركات التأمين الصحي لتحقيق المصلحة التشاركية ما بين هذه الشركات والصيادلة جاء الرد من قبل رئيس مجلس اتحاد شركات التأمين محتجا على هذا القرار ومعارضا له وملوحا بان شركات التأمين تمتلك بدائل اخرى تمكنها التعويض عن مردود الصيدليات.
البعض نظر الى هذا الرد على ان شركات التأمين لا تأبه لقرار المجلس ولكن اذا اردنا ان ننظر للموضوع من زاوية اخرى وان نرى ما وراء سرعة الرد سنتيقن بان القرار جاء موجعا وسيكون مخضعا لشركات التأمين لتنصاع لتعديل العقود بما يحقق المصلحة التشاركية التي تعود بالفائدة على الطرفين -وهم شركات التأمين والصيدليات- .
ومن جهة اخرى وبعد اعلان اسم اولى الشركات التي سيتم مقاطعتها انقسمت اراء الهيئة العامة بين مؤيد -بالغالبية- ومعارض. ولذلك رأيت ان اضع وجهة نظري الشخصية المتواضعة امام الجميع .
مجلس نقابة الصيادلة تعرض لضغوطات و انتقادات واسعة وخصوصا بعد مرور نصف عمره دون تحقيق انجاز ملموس يعود بالفائدة الواضحة على هيئته العامة بالشكل المطلوب ولكن هل يجب ان ينتقد المجلس بغض النظر عن القرارات التي يتخذها ؟ الجواب هنا يحتمل شطرين فشطره الاول .
وان قلنا ان الانتقادات ستتوجه للمجلس سواء قام بتحريك الملفات او ابقاءها كما هي فهذا يدل على حالة من عدم التوازن ويشير الى ان من ينتقد القرارات مهما كانت ينتقد فقط من اجل الانتقاد وهذا خطأ فادح يقع به البعض مستصغرا القرارات التي يتخذها المجلس مهما كانت مما يوصلنا الى فكرة ان المنتقد لا ينظر بعين مصلحة المهنة وفائدتها وانما ينظر للامور بمنظور شخصي بحت من شأنه اضعاف قرار المجلس وبالتالي خلق حالة انقاسمية غير محمودة بين ابناء الهيئة العامة مما من شأنه التأثير بصورة سلبية على سرعة الانجاز ورفع هيبة المهنة التي فقدت جزء لا يستهان به نظرا لغياب النقابة في الفترة السابقة للمجلس الحالي .
الشطر الثاني من الاجابة على التساؤل المطروح وهو الذي اراه منطقيا هو ان لا ننتقد كافة القرارات وخصوصا قرار بمثل هذه الحجم وهو يعد خطوة جريئة و مجابهة لا يستهان بها فالمجلس الذي تعرض للضغوطات العديدة لتحقيق الوعود الانتخابية التي اعلنها قبيل الانتخابات مطالب بتحقيق انجاز فعلي على ارض الواقع بدأ بتحريك هذا الملف واعلن عن اولى الشركات التي يتوجب مقاطعتها.
ولكن السؤال المطروح الان وفي خضم المطالبات العديدة من قبل الهيئة العامة بالانجاز فما هو السبيل لانجاح هذا القرار !!! وهل يستطيع المجلس مجابهة شركات التأمين وحيدا !!!
ان إنجاح قرار المجلس لن يأتي الا بتكاتف جهود الهيئة العامة بتطبيقها لقرار مجلس النقابة ووقوفها جنبا الى جنب مع المجلس دون النظر الى المصالح الشخصية فقرار المجلس لم يأتي مستهدفا المنتفعين من هذه الشركة ولم يأت لاثقال كاهل المواطن وانما جاء لتحقيق المصلحة التشاركية وهنا نرى الاجدر بالهيئة العامة ان تنصاع لقرار المجلس لتحقيق الغاية المرجوة من هذا القرار واحقاق الحق وبموازاة هذه الخطوة من قبل الهيئة العامة يترتب على المجلس تطبيق كافة العقوبات على مخالفي القرار بسلطة القانون للوصول من الغاية المرجوة من هذا القرار .
مختصر الكلام ان النقابة قامت بدورها بتحريك الملف واتخاذ قرار بالطريق الصحيح في احد اهم الملفات التي اثقلت كاهل المهنة وجاء دور الهيئة العامة لتقف وقفة جادة جنبا الى جنب مع المجلس من خلال تطبيق القرار المأخوذ للحصول على النتائج المطلوبة منه